top of page

انا حمزة وهذه قصتي مع مرض السرطان

انا إسمي حمزة إد براهيم، ولدت و ترعرعت في مدينة صغيرة بالجنوب الشرقي المغربي تدعى قلعة مكونة، فقدت أبي في سن مبكر، وأصبحنا أنا و إخوتي أيتام  تكيفنا مع الوضع رغم صعوبته، لكن هذه سنة الحياة، تابعت دراستي الإبتدائية ثم الإعدادية والتحقت بالثانوية، وكنت كجميع أقراني أطمح في مستقبل زاهر لي و لعائلتي اليثيمة، وكنت أنظر للمستقبل بنظرة تفاؤل لكن ذات يوم أحسست بألم شديد، لكن لا أعرف السبب، و استشارت عائلتي الطبيب وهنا كانت الصدمة قوية جداا على عائلتي، ولم يكن في علمي، فقد أخفوا عني الحقيقة، أخذت مسكنات ألم.
ذات يوم وأنا مستلقي في حظن أمي الحبيبة، سألتها ماذا قال الطبيب عن مرضى؟ أجابت، سأخبرك، وبدأت تنطق كالتالي... 
"إبني الحبيب لقد إبتلعت دودة صغيرة هربت من التفاحة التي أكلتها ودخلت لجوفك،  قالت لي أن هذه الدودة لاتؤذي هي فقط تنتشر في جسدي رويدا رويدا وتنهش مني لعل المسكينة جائعة .!.... أنا الآن في غرفة الإنعاش وبعدما يصبح عقرب الساعة في الثالثة سيدخلونني لغرفة السينما التي بها مصابيح عديدة، وسأنام، لطالما كنت أنام في حضن والدتي عندما أشاهد الرسوم المتحركة او فيلم دراما...أخبرتني والدتي أن الرجل الوسيم الذي يرتدي قميصا أبيضا سيمسك بالدودة اليوم ! ستموت المسكينة، أنا الآن أمسك بيد أمي كي لا تتركني وحيدا، لقد وعدتني أمي أن شعري الحريري الذي سرقته هذه الدودة  سيعود لينبت ويكون أطول وأجمل من ذي قبل .. بعد أشهر قليلة ..  سأصبح وسيما أكثر، وعدوني أنني سأتوقف عن تناول حبات الحلوى التي أعطاني إياها الطبيب .. أخبروني أن حلوى الكيماوي كما يسمونها ستشفيني لكنها كل مرة كانت تقتل شعري أنا أكرهها كما أكره الشاحنة التي قتلت أبي... !
 أختي التي تزورني تبكي في كل مرة تراني! أخبرتني والدتي أن تأثير تقشير البصل يلازمها ، لطالما كانت تطهو طعاما لذيذا أحبه، إشتقت لإخوتي و أصدقائي الأوفياء، ولعب الكرة، واشتقت لقطنا الأليف كثيرا .. عندما أعود إلى المنزل بعد أن أشفي سأطعمه من حلوى الكيماوي التي كنت أتناولها، حتى تتخلص أمي من كل الشعر الذي كان ينثره في البيت، سأكون بخير أصدقك يا أمي... 
بعد أن كنت أتناول حلوى الكيماوي كل أسبوع بدأت أحس بقواي قد إنهارت، و صحتي تدهورت أكثر فأكثر، لكنني لم أفقد الأمل، فقد كنت أعلقه "الأمل" على بلدنا الحبيب "المغرب". ومسؤولي قطاع الصحة، لقد شاهدتهم مرارا في التلفاز وهم يقولون سننتصر على جميع الأمراض،  سننشئ مستشفيات بمعدات عصرية من أجل محاربة جميع الأمراض لا سيما مرض "السرطان".
عندما أتذكر هذه الوعود أحس بسعادة وبأمل كبيرين  في آن أشفى و أتخلص من هذه الدودة اللعينة...
... 
ماذا وقع؟ أين أنا الآن؟ ما هذا الضلام الحالك حولي؟ أين أمي؟ أين الطبيب؟ غريب!! هل من أحد هنا؟ 
أسمع صوت غريب، إنها ضحكة شريرة؟ اه إنها الدودة اللعينة نفسها إنها بشعة ومقززة،ها هي تقترب مني..
-الدودة: كيف حالك عزيزي ههه
أنا: أين أنا؟ ، من أنت؟ لماذا كل هذه السعادة في وجهك؟
الدودة:أنا "السرطان" نفسه ههه و أحس بسعادة كبيرة لأنني إنتصرت عليك أخيرا بعد عناء طويل، رغم أنك تتعبني بأكلك لحلوى الكيماوي اللعينة تلك، لكن لا جدوى لأنني قوي. 
-أنا :ماذا أتقصدين، هل تقصدين أنني ميت الآن؟
-الدودة:نعم يا صغيري ههه.
-أنا:لا لا لا يمكن لقد كانت أمنيتي أن آشفى.،و كانت لي أمنية آخرى وهي أن تصابي بمرض السرطان نفسه وتموتين...
-الدودة:هه هذه أمنية مضحكة يا صغيري لكنها تبقى أمنية لا أقل ولا أكثر ،لكن الحقيقة شيء آخر
فقد إنتصرت عليه وانتهى الأمر.
-أنا :أمي، إخوتي ،أصدقائي سأشتاق إليكم، مسؤولي وطني أرجوا منكم أن تبحثوا عن حل و دواء يقتل هذه اللعينة، فهي كالنار لا تشبع من نخر أجساد الأبرياء. 
ارجوكم ارجوكم ارجوكم
الدودة: ههه لا جدوى لا جدوى أرقد بسلام يا صغيري.

hommage-a-hamza.jpg

0604981888

©2020 par Groupe TANALT. Créé avec Wix.com

bottom of page